سورة القلم - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (القلم)


        


{أم لكم أيْمانٌ علينا بالغةٌ} والبالغة المؤكدة باللَه.
{إنّ لكم لما تحْكُمُون} فيه وجهان:
أحدهما: أم لكم أيمان عيلنا بالغة أننا لا نعذبكم في الدنيا إلى يوم القيامة.
{سَلْهم أيُّهم بذلك زعيمٌ} فيه وجهان:
أحدهما: أن الزعيم الكفيل، قاله ابن عباس.
الثاني: أنه الرسول، قاله الحسن.
ويحتمل ثالثاً: أنه القيم بالأمر لتقدمه ورئاسته.


{يومَ يُكْشَفُ عن ساقٍ} فيه أربعة أوجه:
أحدها: عن ساق الآخرة، قاله الحسن.
الثاني: الساق الغطاء، قاله الربيع بن أنس، ومنه قول الراجز:
في سَنَةٍ قد كشفتْ عن ساقها *** حمراءَ تبري اللحم عن عراقها
الثالث: أنه الكرب والشدة، قاله ابن عباس، ومنه قول الشاعر:
كشفت لهم عن ساقها *** وبدا من الشر الصُّراح
الرابع: هو إقبال الآخرة وذهاب الدنيا، قال الضحاك: لأنه أول الشدائد، كما قال الراجز:
قد كشفت عن ساقها فشُدُّوا *** وجدّت الحربُ بكم فجدوا
فأما ما روي أن اللَّه تعالى يكشف عن ساقه فإن اللَّه تعالى منزه عن التبعيض والأعضاء وأن ينكشف أو يتغطى، ومعناه أنه يكشف عن العظيم من أمره، وقيل يكشف عن نوره.
وفي هذا اليوم ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه يوم الكبر والهرم والعجز عن العمل.
الثاني: أنه يوم حضور المنية والمعاينة.
الثالث: أنه يوم القيامة.
{ويُدْعَون إلى السجودِ فلا يستطيعون} فمن قال في هذا اليوم إنه يوم القيامة جعل الأمر بهذا السجود على وجه التكليف.
ومن جعله في الدنيا فلهم في الأمر بهذا السجود قولان:
أحدهما: أنه تكليف.
الثاني: تندم وتوبيخ للعجز عنه، وكان ابن بحر يذهب إلى أن هذا الدعاء إلى السجود إنما كان في وقت الاستطاعة، فلم يستطيعوا بعد العجز أن يستدركوا ما تركوا.
{فذرْنِي ومَن يُكذّبُ بهذا الحديث}
قال السدي: يعني القرآن.
ويحتمل آخر أي بيوم القيامة.
{سنستدرجهم مِن حيثُ لا يَعْلمون} فيه خمسة أوجه:
أحدها: سنأخذهم على غفلة وهم لا يعرفون، قاله السدي.
الثاني: نتبع النعمة السيئة وننسيهم التوبة، قاله الحسن.
الثالث: نأخذهم من حيث درجوا ودبوا، قاله ابن بحر.
الرابع: هو تدريجهم إلى العذاب بإدنائهم منه قليلاً بعد قليل حتى يلاقيهم من حيث لا يعلمون، لأنهم لو علموا وقت أخذهم بالعذاب ما ارتكبوا المعاصي وأيقنوا بآمالهم.
الخامس: ما رواه إبراهيم بن حماد، قال الحسن: كم من مستدرج بالإحسان إليه، وكم من مغبون بالثناء عيه، وكم من مغرور بالستر عليه.
والاستدراج: النقل من حال إلى حال كالتدرج، ومنه قيل درجة وهي منزلة بعد منزلة.


{فاصْبِرْ لحُكمِ ربّك} فيه وجهان:
أحدهما: لقضاء ربك.
الثاني: لنصر ربك، قاله ابن بحر.
{ولا تكُن كصاحِبِ الحُوتِ} قال قتادة: إن اللَّه تعالى يعزي نبيّه ويأمره بالصبر، وأن لا يعجل كما عجل صاحب الحوت وهو يونس بن متى.
{إذ نادى وهو مكظوم} أما نداؤه فقوله: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
وفي مكظوم أربعة أوجه:
أحدها: مغموم، قاله ابن عباس ومجاهد.
الثاني: مكروب، قاله عطاء وأبو مالك، والفرق بينهما أن الغم في القلب، والكرب في الأنفاس.
الثالث: محبوس، والكظم الحبس، ومنه قولهم: فلان كظم غيظه أي حبس غضبه، قاله ابن بحر.
الرابع: أنه المأخوذ بكظمه وهو مجرى النفس، قاله المبرد.
{لولا أن تَدارَكه نِعْمةٌ مِن ربِّه} فيه أربعة أوجه:
أحدها: النبوة، قاله الضحاك.
الثاني: عبادته التي سلفت، قاله ابن جبير.
الثالث: نداؤه لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، قاله ابن زيد.
الرابع: أن نعمة اللَّه عليه إخراجه من بطن الحوت، قاله ابن بحر.
{لنُبِذَ بالعراء} فيه وجهان:
أحدهما: لألقي بالأرض الفضاء، قاله السدي، قال قتادة: بأرض اليمن.
الثاني: أنه عراء يوم القيامة وأرض المحشر، قاله ابن جرير.
{وهو مذموم} فيه وجهان:
أحدهما: بمعنى مليم.
الثاني: مذنب، قاله بكر بن عبد الله، ومعناه أن ندعه مذموماً.
{وإن يكادُ الذين كَفَروا ليُزْلِقونك بأَبَصارهم} الآية. فيه ستة أوجه:
أحدها: معناه ليصرعونك، قاله الكلبي.
الثاني: ليرمقونك، قاله قتادة.
الثالث: ليزهقونك، قاله ابن عباس، وكان يقرؤها كذلك.
الرابع: لينفذونك، قاله مجاهد.
الخامس: ليمسونك بأبصارهم من شدة نظرهم إليك، قاله السدي.
السادس: ليعتانونك، أي لينظرونك بأعينهم، قاله الفراء.
وحكي أنهم قالوا: ما رأينا مثل حجمه ونظروا إليه ليعينوه، أي ليصيبوه بالعين، وقد كانت العرب إذا أراد أحدهم أن يصيب أحداً بعين في نفسه أو ماله تجوّع ثلاثاً ثم يتعرض لنفسه أو ماله فيقول: تاللَّه ما رأيت أقوى منه ولا أشجع ولا أكثر مالاً منه ولا أحسن، فيصيبه بعينه فيهلك هو وماله، فأنزل اللَّه هذه الآية.
{لّما سَمِعوا الذكْرَ} فيه وجهان:
أحدهما: محمد.
الثاني: القرآن.
{وما هو إلا ذِكْرٌ للعالمين} فيه وجهان:
أحدهما: شرف للعالمين، كما قال تعالى {وإنه لذكر لك ولقومك} [الزخرف: 44].
الثاني: يذكرهم وعد الجنة ووعيد النار.
وفي العالمين وجهان:
أحدهما: الجن والإنس، قاله ابن عباس.
الثاني: كل أمة من أمم الخلق ممن يُعرف ولا يُعرف.

1 | 2